الصحافة

أدرعي في الضاحية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أطل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي يوم الجمعة الماضي من كفركلا على مقربة من الجدار الإسرائيلي الذي يفصل البلدة عن إسرائيل. وراح يتحدث أمام الكاميرا بلغة عربية مفهومة ولو شابها الكثير من الأخطاء. ورافق الشريط المصوّر أرشيف لثلاثة زملاء من "حزب الله" أو أصدقاء له كانوا يقفون في المنطقة نفسها وقد راح بعضهم يرمي الحجارة على الجدار. وألقى أدرعي في هذه المناسبة خطبة جاء فيها: "أنا هنا على أرض جنوب لبنان تحديدًا كفركلا .وكم كنت أتمنى أن أرى وجوه ثلاث عناتر أتحفونا في الماضي بعنترياتهم واستعراض قوتهم... كانوا يقفون هنا ويرشقون الحجارة على الجدار ويصوّرون مشاهد بطولية وهمية. لكن كما قال اللبنانيون بيضحك كتير اللي بيضحك بالآخر. فأين هم اليوم؟ اختفى هؤلاء، كما اختفى غيرهم. هؤلاء لم يمثلوا سوى غطرسة "حزب الله" الذي جرّ بلدًا كاملًا إلى الحرب والخراب، مقابل مقاطع جوفاء.انتهت هذه القصة الوهمية. انتهت المسرحية الوهمية. نحن خلّصنا هالمهزلة، وهنّي انضبوا. بدك كرامة تحكي فيهم. تحياتي".

لقيَ شريط أدرعي اهتمامًا من آلاف المتابعين له على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن أي ردة فعل لم تصدر عن الأطراف المعنيين في لبنان وفي مقدمهم "الحزب". وراح موقع "العهد الإخباري" الإلكتروني التابع لـ"حزب الله" في المقابل يواصل حملة الهجوم على السلطة اللبنانية على خلفية قرار حصر السلاح. وجاء في بعض عناوين الموقع، غداة إطلالة الناطق العسكري الإسرائيلي من كفركلا، على سبيل المثال لا الحصر: "رئيس الحكومة يعرقل آلية تعويضات الإعمار، وثائق دبلوماسية تكشف التزامات عون وسلام المبكرة بنزع السلاح، سلام يكشف لبنان أمام المخاطر: إستراتيجية بلا دفاع".

يحفل الأرشيف بقصص الإسرائيليين الذين وصلوا الى لبنان وتحديدًا الى المربع الأمني الأهم لـ"حزب الله"، الضاحية الجنوبية لبيروت. ومن أحدث هذه القصص في 9 تشرين الأول 2024، أي بعد أسابيع قليلة على تفجير أجهزة الاتصال - البيجرز واغتيال الأمين العام السابق السيد حسن نصرالله في أيلول العام الماضي. فقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، في هذا التاريخ، باعتقال إسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية بعد دخوله إلى لبنان كصحافي. وذكر موقع "واينت" الإسرائيلي أن يهوشوع (شوكي) تارتكوفسكي دخل لبنان بصفة "صحافي" مع مجموعة من الصحافيين الآخرين، لكن سلوكه أثار الشكوك وتم نقله للاستجواب حيث تم اكتشاف جواز سفره الإسرائيلي.

تارتكوفسكي، وهو يهودي متشدد سابق من القدس وخريج جامعة براون وكلية لندن للاقتصاد، تم اعتقاله في بيروت بعد دخوله لبنان باعتباره "صحفيًا استقصائيًا". وأثارت تصرفاته تساؤلات لدى اللبنانيين، وعثر المحققون بحوزته على جواز سفر إسرائيلي.

وبحسب حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها بيروت. ووفقًا لتقرير "واينت"، دخل تارتكوفسكي لبنان بجواز سفر بريطاني، لكنه كان يحتفظ أيضًا بجواز السفر الإسرائيلي بحوزته.

ومن القصص القديمة نسبيًا، تلك التي نشرتها صحيفة "يديعوت احرنوت" الإسرائيلية في 27 آب 2006، أي بعد انتهاء الحرب ذلك العام. فأوردت الصحيفة تقريرًا للصحافي الإسرائيلي رون بن يشع، من بيروت مع صور له وهو يقف أمام المباني المدمّرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله."

ووصل بن يشع إلى بيروت على متن رحلة لطائرة ايرباص... وقال إن الركاب صرخوا مترنحين لدى هبوط الطائرة التي توقفت وسط مدرج على بعد أمتار منه، تعمل جرافة في إزالة الركام الذي خلفه القصف الإسرائيلي خلال الحرب التي استمرت 34 يومًا.

ويكتب بن يشع انه عندما نزل من الطائرة سأله الموظف إذا كان شيعيًا أم لا، وينقل عن هذا الموظف قوله: "أنا لا افهم الإسرائيليين، لماذا فعلوا كل هذا من أجل خطف اثنين، إذهب إلى المدينة وانظر ماذا فعلوا بنا. إنه تدمير كارثي، لا توجد دولة في العالم يمكن أن تفعل ما فعلته إسرائيل بنا."

وأضاف هذا الموظف لمراسل الصحيفة الإسرائيلية، الذي يعتقد أنه دخل إلى لبنان بجواز سفر غربي، بأن الإسرائيليين مجانين يقدمون على أفعال تدميرية لم تحدث قبلًا.

ويصف الصحفي مشاهداته، قائلًا إن معقل "حزب الله" يبدو وكأنه شهد زلزالًا وصل إلى 9 درجات على سلّم ريختر.

ويرصد عمل عناصر "حزب الله" المزودين برافعات للبحث عن الضحايا تحت الأنقاض، ويقول إنه بإمكان الزائر للضاحية الجنوبية الوصول إلى أي مكان فيها والاقتراب حتى من منزل السيد حسن نصر الله زعيم "حزب الله."

ونقل الصحافي الإسرائيلي صرخات اللبنانيين ضد التدمير الإسرائيلي، وردًّا على سؤال حول نصر الله، أجابه أحدهم بأن نصر الله رجل طيب يناضل من أجل إنقاذ لبنان من الأميركيين، ويقول بان معظم الشيعة الذين التقاهم بنظرية المؤامرة ويرفضون الإفصاح عما يخالجهم.

ويقول إنه توجد يافطات كبيرة يلاحظها الزائر منذ خروجه من المطار كتب عليها باللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية تتحدث عن انتصار "حزب الله" الإلهي على إسرائيل.

لكن اخطر هذه القصص بلا منازع ، تلك التي أوردتها وسائل الاعلام الدولية واخترنا من بينها وكالة يورونيوز في 3 أيلول الجاري. فتحت عنوان "الموساد كان هناك"... خفايا جديدة عن عملية اغتيال نصرالله في ضاحية بيروت الجنوبية، جاء في تقرير الوكالة: "منح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، جائزة "الدفاع عن إسرائيل" لوكالة الاستخبارات الخارجية "الموساد"، تقديرًا لدورها في العملية التي أدّت إلى مقتل الأمين العام السابق لـ"حزب الله"، حسن نصرالله، في بيروت العام الماضي، وفق ما أفاد به موقع "يديعوت أحرونوت". وخلال الحفل الذي أقيم في مقر الرئاسة بالقدس، كشف ضابط في قسم التجنيد والعمليات في الموساد، عُرّف بالحرف "ج"، أن العملية اعتمدت على "فكرة تكنولوجية طموحة تحولت إلى واقع بفضل التعاون بين الجيش والموساد وهيئات بحثية وصناعات دفاعية". وبحسب الجيش الإسرائيلي، استهدفت العملية مخبأ نصرالله في ضاحية بيروت الجنوبية في 27 أيلول العام الماضي، حيث ألقت المقاتلات أكثر من 80 قنبلة زنة الواحدة طن، ما أدى إلى تدمير مركز القيادة الرئيسي لـ"حزب الله" الذي كان يستخدم لتنسيق عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

من هو الضابط "ج"؟ أشار موقع "واللا" العبري في وقت سابق من شهر كانون الثاني الماضي إلى أن ضابطًا في الاستخبارات الإسرائيلية، يُدعى الرائد "ج" ويبلغ من العمر 29 عامًا، ساهم في رصد تحركات نصر الله قبيل الشروع في اغتياله.وأضاف الموقع العبري أن "ج"، الذي كان مقربًا من نصر الله، تولى مهمة نقل تفاصيل حياة وتحركات زعيم "حزب الله"، إذ كان يسجل أدق التفاصيل عنه.

وأوضح "واللا" أن "المعلومة الذهبية" جاءت في وقت كانت تل أبيب تحاول الترويج فيه لهدنة محتملة مع "الحزب". وأثناء ذلك، اهتدى "ج" إلى مكان نصر الله ورفع المعلومة إلى رئيس شعبة الاستخبارات "أمان"، شالومو بندر، الذي استشار بدوره الرؤساء فوجد تأييدًا جماعيًا لاغتيال نصر الله، وحصل على مصادقة رئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

تنبأنا هذه القصص ان الاختراق الإسرائيلي وصل الى أعمق أعماق "حزب الله". وأتت إطلالة أدرعي أول أمس من كفركلا وعلى عينك يا من لديه بصر، لتقول إن هناك ما يجب أن يوليه "حزب الله" الاهتمام أكثر من حرب المشاغلة التي شنها ولا يزال على الحكم منذ اتخاذه في 5 آب الماضي قرار حصر السلاح.

هل سيطل علينا أدرعي لاحقًا في الضاحية الجنوبية لبيروت ليلقي أمام الكاميرا خطبة جديدة عن "الحزب"؟ كل شيء وارد طالما أن "حزب الله" لم تعد له قضية سوى الدفاع عن سلاح تسبب بخراب لبنان منذ العام 2006!

أحمد عياش -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا